تقرير حول الاوضاع الصحية والنفسية في السجون اللبنانية تقريرمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب للعام 2011
حول الاوضاع الصحية والنفسية في السجون اللبنانية
يوجد في لبنان 22 سجناً ، اكبرها سجن روميه (كبار وأحداث ) ، وباقي السجون تتوزع على المناطق اللبنانية , جميع الأبنية لم تنشأ لذلك الغرض بإستثناء سجن روميه المركزي بل إستحدثت في مقرات لمؤسسات رسميه من سراي وبلديات .
والغرض من السجن في المقام الأول الإصلاح والتأهيل من أجل مساعدة النزيل على أن يكون مواطناً صالحاً يساهم بعد إطلاق سراحه في والأندماج في المجتمع. وأن التعاطي مع السجون لابد من أن ينطلق من كونه جزء من التعاطي الوطني مع مشكلة الجريمة، والتعامل مع أوضاع السجون يبدأ في التشريع والتنظيم ويمر في القضاء ولا ينتهي في الرعاية اللاحقة وفي الوقاية المجتمعية . وعليه لا قدرة لجهة واحدة على حل جميع المعضلات التي تبرز في مسألة السجون فلكي يصل العمل إلى مبتغاه لا بد من مشاركة جميع السلطات في الدولة من تشريعية وتنفيذية وقضائية وهذا لا يكون دون ضغط حقيقي من المجتمع المدني لمواكبة العمل التحسيني والاصلاحي .
وتشكل الاوضاع الصحية في السجون احدى المشكلات الحادة التي يعاني منها السجناء بسبب طبيعة السجون وغياب الرعاية الصحية الحقيقية.
هذا التقرير يغطي 35 زيارة قام بها المركز الى 14 سجن من حزيران 2009 وحتى العام 2011.
السنة عدد الزيارات عدد المعاينات الصحية أطباء الإختصاص
والأخصائيين عددالعمليات الجراحية فحص سكري تحويل الى أطباء إختصاص\ صوَر شعاعية ندوات صحية وإجتماعية ونفسية تزيين نسائي المستفيدين من العلاج النفسي
2009 14زيارة 482 (7) أطباء –(3) أخصائية إجتماعية -
(3) أخصائية نفسية-
كوافير نسائي 0 45 11 3 12 13
2010 17 زيارة 268 (4) أطباء -
(3) أخصائية إجتماعية –(2) أخصائية نفسية -
كوافير نسائي 6 8 6 6 43 77
2011 4زيارات 80 (2) أطباء –(1) أخصائية إجتماعية-(1) أخصائية نفسية –كوافير نسائي 2 1 2 2 27 8
المجموع العام 35 زيارة 830 (7) أطباء-(3) أخصائية إجتماعية-(3) أخصائية نفسية –كوافير نسائي 8 عمليات جراحية 54 19 11 82 98
* الخدمات والعمل الصحي في السجون :
ويظهر الجدول أعلاه أن عدد المستفيدين من الخدمة الصحية خلال 35 زيارة للنزلاء والنزيلات وفي 14 سجن من السجون اللبنانية(روميه- النبطيه- تبنين- القبة \طرابلس\نساء ورجال - جب جنين- عاليه- القاصرات \ ضهر الباشق- صور- بعبدا للنساء– جزين- صيدا(نظارة) – سجن زحله للنساء- بربر خازن للنساء- راشيا بلغ 830 معاينة طبية ، وفحص سكري ل 54 حالة ، وتم تحويل 19 حالة الى اطباء ( عيون-طبيبة نسائية- غدة-سكري-مفاصل )، وأجريت 8 عمليات جراحية بسيطة Abcess – إنتزاع لحميات ودهون – فتاق –زائدة ، وفك قطب لنزيلين وتنظيف حروق وجروح لنزيلتين ، وفيما يخص الندوات وتقديم الإرشادات الصحية الإجتماعية والنفسية ركز مركز الخيام على تنفيذ ندوات شفوية بلغت 11 ندوة عن : مرض إلتهاب العيون APOLO –سرطان الثدي وعنق الرحم- ترقق العظام- أنفلونزا الخنازير-النظافة الشخصية- أمراض الجهاز البولي-الأمراض الجلدية المختلفة-نظافة الطعام والخضار.. نظراً لإنتشار تلك الأمراض بكثرة والى كيفية الوقاية منها وبالتالي كيفية الإهتمام بالصحة خلال وجود تلك الأمراض لدى النزلاء او النزيلات .كما وزع المركز عدد من البروشورات الصحية (ترقق العضم-سرطان الثدي – السكري ) وبروشورات خاصة بالمركز وعمله وأخرى عن القواعد الدنيا لمعاملة السجناء.
* أما بالنسبة للخدمات النفسية :
وهي عبارة عن عدد من الجلسات النفسية الفرديةأو الجماعية التفريغية من الرجال والنساء مع نشاطات علاجية نفسية حيث يتضمن العمل النفسي نشاطات هادفة عبارة عن تنشيط نفسي- إجتماعي ونشاط تمثيل الأدوار يهدف إلى تفريغ الطاقات المشحونة لدى السجينات ونشاط تمثيلي هادف،وإستفاد من تلك النشاطات والعلاجات 98 حالة وذلك وفقاً لطلبها المشاركه في النشاط الجماعي النفسي أو الجلسة التفريغية النفسية الجماعية أو حتى العلاج النفسي الفردي .
وقدمت محاضرة نفسية - طبية تناولت النظافة الشخصية وحلّ النزاعات داخل السجن وإنعكاس ذلك على نفوس النزلاء .
وقد تبين غياب التواصل الاجتماعي مع الاهل وخاصة عند السجينات حيث يعانين من العزلة والقلق وبعضهن افرج عنهم ولكن عادوا الى السجن مرة ثانية وذلك لانعدام عملية التأهيل والرعاية في السجن.
*الخدمات الإجتماعية التزيينية التجميلية النفسية:
والتي تمت في عدة مناسبات منها : 8 آذار يوم المرأة العالمي و26 حزيران اليوم العالمي لمساندة ضحايا العنف والتعذيب ،وبمناسبات الأعياد(رأس السنة وعيدي الفطر والأضحى)...وقد بلغ عدد اللواتي إستفادن من تلك الخدمة\ قص شعر وتنظيف حواجب \للبعض (نساء) 82 نزيلة .
وخلال تلك الزيارت تمت دراسة 26 حالة ومن بينها دراسة 12 سجينة ،كدراسة إجتماعية لكافة أحوالهم وظروفهم داخل وخارج السجن وفي الوقت الراهن . كما و قام المركز بتقديم حاجيات داعمة وحسب الضرورة وحسب إمكاناته لبعض السجون لتسهيل معيشة السجناء داخل السجن وهي : مناشر غسيل( عدد 4 ) – براد ( عدد 1 ) – بعض الأدويه والمستلزمات الطبية .
• الأمراض التي تم الكشف عنها عند السجناء والسجينات في السجون اللبنانية من كل عام والأدوية التي قدمت للحالات مجاناً
وذلك من اصل 830 حالة جاءت كالتالي :
الأمراض 2009 2010 2011
ألم في المفاصل والعظام 27 23 4
ألم في الظهر و أسفل الظهر 44 23 4
إلتهابات في الشعيبات الرئوية 23 22 10
نشاف في المفاصل 1 1 0
ألم في الرأس 16 7 3
حساسية على الصدر 6 3 0
أعصاب 1 10 0
فطريات 58 25 3
إلتهاب الظفر الجلدي 2 2 0
حساسية في الجلد 36 33 5
فاريز في القدم 1 0 2
جرب(قمل) 10 2 0
إلتهابات في المسالك البولية 10 5 4
Aene vulgaris 1 2 3
إكتئاب 18 5 5
إلتهابات في غشاء المعدة 21 13 7
إلتهابات في اللوّز 16 8 1
رجفان 2 0 0
إلتهابات في الأذن 10 5 0
بثور في الوجه 14 12 2
Piodermia 6 3 2
دهنيات في الدم 8 0 0
الشقيقة 9 3 1
إرتفاع في ضغط الدم 5 1 0
السكري 11 1 1
قلق 3 1 2
ربو 3 3 0
Neurology 0 0 0
أكزيما 7 4 0
داء الثعلبة 4 5 0
ترقق في العظام 1 2 0
دُمل 2 3 0
تألول 1 2 0
الصدفية 1 1 3
داء السل 1 0 2
Hematauria 2 3 0
غدة 1 2 1
Trauma 0 3 3
خواف 0 1 0
Chest pain 0 0 2
إلتهابات في الكبد 0 0 2
إستشارات 23 11 7
سرطان الرحم 0 0 1
القرحة 0 0 1
Epatitis 0 0 2
المجموع 37 مرض 33 مرض 23 مرض
ظهر خلال تلك 3 سنوات 41 مرضاًّ مختلفاً ما بين (جلدي –جسدي\داخلي –نفسي ), ففي العام 2009 ظهر 37 مرضاً ،2010 ظهر 33، و 2011 ظهر 32 مرضاّ .
فالأمراض الجلدية التي يعانى منها النزلاء والنزيلات والغالبية منهم داخل السجن بسبب عدم تعرضهم للشمس وبكمية كافية لتقيهم من عدم إنتشار الفيروسات والميكروبات وبسرعه وللغرف الرطبة والطفيليات التي تتراكم جراء الرطوبة والتي تسبب بدورها الأمراض الصدريه من الربو والحساسيه وبالتالي أمراض الزكام وإلتهابات اللوز والشعيبات الرئويه ويساهم أيضاً في تزايد تلك الأمراض وسهولة تملكها في جسد النزيل عدم الأكل بإنتظام ونوعية الطعام وسرعة مداواة المريض .أما امراض المفاصل والعظام تظهر عند كل نزيل ونزيله إذا صح القول ولا سيما آلام أسفل الظهر لعدم الحراك والمشي وبسبب الجلوس لساعات طويله وعدم العمل وسوء التغذيه وعدم الأكل المنتظم . تليها الأمراض : إرتفاع ضغط الدم–الدهنيات في الدم –السكري وهي نتيجة الكبت وعدم الإنتباه لصحة المريض منذ البداية وبالتالي لسوء التعذية وهذه الأمراض وامراض :ألم في الرأس- أعصاب- إكتئاب – يدفعها للازدياد العامل النفسي والضغط الذي يعيشه النزيل من الخوف والقلق والتفكيربالعقاب وغياب المحاكمات ومعاناة عائلاتهم وكيفية تعامل المشرفين والمسؤولين عن النزلاء معهم ولا سيما عند إنتقالهم من سجن لاخر والتدخين الآفة الكبرى .... والإلتهابات في المسالك البولية والرمل هي نتيجة المياه الغير النظيفة في الغالب وبالتالي لعدم الشرب بإنتظام أو الكمية الكافية من المياه بشكل يومي .
اما الأمراض المزمنه منها (السكري – القرحة – الضغط- الدهنيات ...) فبعضها كان موجودا عند السجناء خارج السجون ولكنها تزايدت لقلة الإهتمام في تأمين الأدوية لحامليها .
وعلاوةً على معاناة بعض السجناء من تلك الأمراض وعدم قدرتهم على شراء الأدوية أو العلاج وعدم مبالاة إدارات السجون لهم والضغط النفسي الإجتماعي الذي يعانونه من جراء إختلاطهم بسجناء مفروضين عليهم في غرف مليئة بمختلف الأفعال الجرمية .. ظهر عدد منهم يعانون من إكتئاب وامراض الأعصاب والتي هي في تزايد مستمر.
وبعد كل زيارة ومعاينة كانت ُتسلم الأدوية اللازمه وحسب الإمكانات الطبية المتوفرة للمركز لإدارات السجون وبإسم كل نزيل والإدارة هي تتولى مهمة تقديم الدواء.
لكل سجين مريض الحادة منها والمزمنه .
أما سلسة الأدوية المقدمة للنزلاء والنزيلات ومجاناً :
Brufen 400mg-Bactrim fort-Panadol tab-Amoxil 500mg-Prozac 20mg-Deanxit
tab-Bactrim fort-Erythromycin-Avil retard 75mg-Difen B12 inj-Omepral 20mg-
Dermovate cream-Singular 25mg-Amydramine expet- Histamed tab-Micenazale
cream- Quadriderm cream-Duofilm sol-Flagyl 500mg-Betaserc 8mg- Capoten
25mg-Tettracycline cream- Nizoral tab-Ranitidine tab-Lotriderm cream-Medisten
tab-Micenazole cream-Glycophage 850mg0- Neotropil 800mg-Futasene cream-
Brufen 400mg-Panderm cream-Neurobion inj-Mirudaud cremSpidogole sol-Multi-
vitamin Simvastatin 40mg...........
كما وبعد كل زيارة كان يقوم المركز بتسليم كمية من الأدوية لكل سجن من السجون لا سيما المُسكنات وبعض الأدويه للأمراض الجلدية الحادة وبالتالي للأمراض الموسمية .
* جنسيات النزلاء والنزيلات :
بما ان السجون في لبنان فإن غالبية النزلاء هم لبنانيون يليه نزلاء من الجنسيه السورية ومن ثم نزلاء أجانب موجودين وبكثرة من الدول :أثيوبيا- الفيلبين- الهند- بنغلادش-النيبال سيريلانكا..وقلائل من الدول : البرازيل –تركيا –روسيا -المغرب- فلسطين-مصر– العراق- تونس والجزائر..
* الفئات العمرية وأسباب الدخول الى السجن :
تراوحت أعمار السجناء الذين تمت معاينتهم ما بين مواليد ( 1930- 1990 ) ،ونظراً لوجود نزيلات حوامل فتتم عمليات ولادة لهؤلاء النزيلات مما يُحتم وجود الطفل مع والدته ( ونشير الى أنه تم معاينة طفل خلال العمل الصحي مواليد2008\ولد في السجن) كما تم معاينة طفل يبلغ من العمرشهر ونصف وطفلة أخرى تبلغ الشهر(مواليد 2010 ) فهؤلاء ولدوا وأصبحوا بطريقة غير مباشرة نزلاء . ) أما الفئة العمرية الأعلى (1980) في سجون اللنساء والرجال تليها مواليد العام (1970) ومن ثم (1960) .. وهنا نلحظ أن الفئه العمرية الفتية والتي لا تلقي على عاتقها الكثير من المسؤوليات (غير متزوجة-لا تعمل – كسوله خانعة- تحب المال وتجميعه بطريقه سهله- محبه للحياة وللتسلية-المراهقة ...) وهي الأكثر إفتعالاً وتنفيذاً للأعمال الشاذه والتي تخالف القانون . أما المخالفات التي إرتكبها معظم السجناء والسجينات : قتل- مشاركه في جريمة قتل- سرقه- سلب ونشل- تزوير أوراق- تعاطي مخدرات- الإتجار بالمخدرات وترويجها- بسبب الإقامه( أجانب) –اعمال غير أخلاقية( دعارة )...
* اما الفريق العامل من أطباء وأخصائيين :
• بلغ عدد الفريق العامل في مجال الزيارات ال 35 للسجون اللبنانية 16 إختصاصي توزعوا ما بين : 7 أطباء إختصاص(صحة عامة-أمراض جلدية-أمراض نسائية-)/ ممرضة واحدة / 3 أخصائيين نفسيين /3 أخصائيين إجتماعيين/1 كوافير نسائي / وسائق عدد واحد ، مع لفت الإنتباه الى وجود العيادة النقالة في كل زيارة صحية .ونشيرالى انه وقبل الزيارة كان يتم الإتفاق على أطباء الإختصاص مع إدارات السجون لهم حسب حاجاتهم وحسب الأمراض الاكثر إنتشاراً لدى السجناء .
• مقترحات عامة:
إن غالبية السجون اللبنانية تفتقر من الناحية الصحية الى الدواء ولا سيما الدواء المزمن منه، حتى ان هناك العديد من السجون لا تحتوي آلات طبية ضرورية مثل : آلة قياس الضغط-آلة فحص السكري –آله لفحص آلام الأذن...
كما لوحظ أن الممرض ليس بممرض خاص ، اي أنه ممكن أن يكون شخص من قوى الأمن او احد الحراس وليس له من صلة بالطبابة أو حتى إذا كان ممرض يتبع إرشادات وتعليمات الأعلى ولا يمارس مهنته بأمانه ( أحياناً لايحوّل مريض بحاجه لعملية ضرورية أو حتى الى طبيب إختصاص ...).
حتى الحاجيات اليوميه الضرورية للسجناء والسجينات إحياناً وفي بعض السجون غيرمؤمنّه (مناشر للغسيل – مواد غذائيه- حاجيات خاصة بالفتيات\فوط صحيه – أدوات التنظيف – براد- تدفئه وتبريد ...)
كما وأن معظم السجون غير صالحه لاحتجاز البشر وحتى للسكان ومن المفترض تغيير المكان ، أو حتى سجون بحاجه الى تأهيل من : طلاء- إستحداث منافذ(شباك) لتهوئة الغرف.والمراحيض أيضاً تحتاج لأن تكون مجهزه لذوي الحالات الخاصه (إعاقه ) كما والعمل على صيانتها والإهتمام بها كل فترة لكافة النواحي ( الصيانه والنظافه) .
ومن الواضح أن بعض السجون ليس من وجود لممرض إختصاص وأحياناً المريض لا يأخذ دواؤه أو حتى لا يتابع علاجه من قبل الممرض التالي .
ينقص غالبية السجون وجود صيدلية خاصة بالأدويه العلاجيه فقط وبالتالي ونظراً للأهميه صيدلية في كل سجن ، وتكون فقط لوضع الأدوية .
تبين أن هناك حاجة ماسة للدعم نفسي ، فوجود طبيب نفسي أو أخصائية نفسية في كل سجن أمر بغاية الأهمية، وهو مطلب للعديد من السجناء.
خلاصه عامه :
من خلال زيارة 14 سجن نرى أن السجون اللبنانيه لا تنطبق عليها المعايير الدولية للسجون وبعضها وخاصة سجون المناطق يجب اقفالها والمطلوب هو بناء سجون جديدة منفصله أي خارج السراي الحكوميه وبالرغم من أهمية عمليات الترميم والتأهيل التي تقوم لها بعص الجمعيات ، لكنها تبقى في الأخير ذات مفعول صلاحيته تنتهي بفترة قصيرة أي عبارة عن مسكن مؤقت لمعاناة السجناء. فتحسين أوضاع السجناء مترافق مع تغيير المكان والعكس ، فرغم التحسينات هذه إلا ان ضرورة تغيير او إنشاء سجون جديدة مؤهله وقابله للسكن صحياً ونفسياً للسجناء يبقى الحل السليم، ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر خطه حكوميه لمعالجة هذه القضية الإنسانية البحته والتي لم تعط الأهمية المطلوبة حتى الآن .
ناهيك عن الإكتظاظ داخل غرف السجون بحيث ان هناك العديد من السجون يفوق عدد السجناء قدرتها على إستيعاب تلك الأعداد من السجناء (سجن القبه-سجن جب جنين-سجن روميه...)
ومن الضروري بمكان فصل بعض السجناء عن الآخرين ( الذين يعانون من امراض مزمنه ومعديه ، كما والمدخنين منهم ،وفصل السجناء حسب أفعالهم الجرمية .ومسألة الإكتظاظ هذه يجب أن يتبعها حل وذلك بالبت السريع وإجراء المحاكمات للذين هم من دون محاكمه والتي تبلغ نسبتهم حوالي 60% من السجناء.
فغياب الرعاية الصحية المنظمه وعدم وجود أطباء إختصاص أساسيين وبالتالي رقابة على العمل الطبي تتجلى مظاهره في ظهور الكثير من الأمراض وإنتشارها وبالتالي وجود وفيات ومن ذوي الفئه العمرية الشابة نتيجة عدم الإسراع في معالجاتهم الصحية والتي كان آخرهم الضحية ريمون مسلم في سجن رومية الذي توفي بتاريخ 14/12/2011 وقد بلغ عدد الذين توفوا في سجن رومية والسجون الاخرى حوالي 60 سجينا. (واحصائيات المنظمة العالمية لحقوق الأنسان) هذا ما يفرض التنسيق بين إدارات السجون -بشأن العمل الصحي -وجعله مرتبطاً بوزارة الصحية بشكل كلي .
ولا بد للوزارات الاخرى أن تلعب دور في التربية وإعادة التأهيل والإسراع في نقل إدارات السجون الى وزارة العدل
وعلى إدارات السجون ان تهتم لأمر السجناء ممن يشكون من عدم وجود الدواء أو عدم قدرتهم المادية على تأمينه بشكل دائم وأمر تسهيل معاملات النزيل عندما يكن بحاجة لفحوصات أو عملية جراحية ما .
ويجدر لفت النظر الى أهمية معاملة إدارات السجون للنزلاء كإنسان ، وأنه لا بد من أن يكون طاقم العمل داخل السجن مؤهل لذلك العمل ومُدرب عليه وهذا يتطلب من المشرفين على السجون والسلطات المختصه المراقبة العامة لهذا الأمر ولغيره من الأمر ، وبالتالي تنفيذ دورات لعناصر الدرك وحراس السجون والعاملين أجمع في السجون على كيفية التعامل والتعاطي مع النزلاء..
فالسجون في لبنان مرتع للامراض والاوبئة والقلق واحتراف الجريمة ومعظم الوفيات كانت نتيجة الاهمال الصحي وانعدام الرعاية الصحية والمراقبة وزيارات التفتيش مما يتطلب خطوات عاجلة لتلافي الكارثة الصحية في السجون.
هذه عينة بسيطة لم تشمل كل السجون ولم تلحظ كافة الامراض وخاصة في سجن رومية. مما يتطلب تحركا عاجلا من وزارة الصحة للاشراف الكامل على السجون وتعزيزها بكادر طبي وادوية ومستلزمات طبية .
وعلى الحكومة اللبنانية ان تتقيد بالخدمات الطبية كما تنص القواعد الدنيا لمعاملة السجناء وخاصة المادة 22، " يجب توفر في كل سجن خدمات طبيب مؤهل واحد على الاقل ويكون على الاقل ملم بالطب النفسي، ويبقى تنظيم الخدمات الطبية على نحو وثيق بادارة الصحة العامة وان تشمل على فرع للطب النفسي بغية تشخيص حالات الشذوذ العقلي وعلاجها عند الضرورة.
وان ينقل السجناء الذين يتطلبون عناية متخصصة الى سجون متخصصة او الى مستشفيات مدنية ويبقى ان تتوفر في السجون خدمات العلاج التي تقدمها المستشفيات. وان يكون في وسع كل سجين ان يستفيد بخدمات طب الاسنان وفي سجون النساء يجب ان تتوفر المنشآت الخاصة لتوفير الرعاية والعلاج قبل الولادة وبعدها وان تتخذ التدابير اللازمة لتوفير دار حضانة مجهزة بموظفين مؤهلين.
وعلى طبيب السجن ان يقوم بصورة منتظمة بمعاينة الجوانب التالية:
- كمية الغذاء ونوعيته واعداده.
- مدى اتباع القواعد الصحية والنظافة في السجن ولدى السجناء.
- حالة المرافق الصحية والتدفئة والاضاءة والتهوية في السجن.
- نوعية ونظافة ملابس السجناء ولوازم اسرتهم.
- مدى التقيد بالقواعد المتعلقة بالتربية الدينية والرياضة وان يقوم بزيارات يومية وان يجعل اقامته على مقربة كافية من السجن بحيث يستطيع الحضور دون ابطاء في حالات الطوارئ.
وللاسف فان هذا معدوم في السجون اللبنانية وغالبا ما يكون هناك تواطؤ بين ادارات السجن وبعض الاطباء الذين لايتقيدون بمهنة آداب الطب ولا يقومون بواجباتهم المهنية.
المقترحات:
1- ربط السجون بوزارة الصحة العامة وبشبكة المستشفيات الحكومية في المحافظات.
2- ان يتوفر في كل سجن على الاقل: طبيب صحة عامة، طبيب امراض جلدية، اخصائي نفسي، طبيب امراض نسائية في سجون النساء، مدرب او مدربة رياضة.
3- ان يتوفر في كل سجن: صيدلية، ادوية، براد،آلات لقياس الضغط، السكري....
4- علاج مدمني المخدرات على نفقة وزارة الصحة.
5- ندوات صحية وقائية دورية في كل السجون.
6- الافراج عن الحالات المرضية الشديدة التي لا امل بشفائها او نقلها الى مستشفيات مدنية.
7- تنفيذ دورات تأهيل مهني، خياطة، اشغال يدوية، ماكياج، صيانة هواتف.....
8- دورات تدريبية للعاملين في السجون على كيفية المعاملة الانسانية للسجين واحترام كرامته الانسانية.
9- الاهتمام بالنزلاء والنزيلات وخاصة الاجانب الذين انتهت مدة سجنهم ومازالوا في السجن.
10- الاهتمام بالبنى التحتية للسجون، مراحيض، مياه, اثاث.
11- تصنيف النزلاء الى فئات حسب اعمارهم وارتكاباتهم.
12- البت السريع في محاكمة الموقوفين او اطلاق سراحهم.
13- التحقيق باسباب كل الوفيات في السجون وعدم افلات مرتكبي التعذيب من العقاب.
ان الوضع الصحي في السجون يجب ان يكون من اولويات الحكومة لانه يتعلق بصحة السجين والكرامة الأنسانية ورغم كل ما تقوم به بعض الجمعيات والسفارات الأجنبية الا ان هذا يبقى من واجبات الدولة ودورها هو الاساس وان البطء في المعالجة سيؤدي الى استمرار تفجر القنابل الموقوته في السجون.
مرة ثانية وثالثة نقول : اوقفوا المجزرة في سجون لبنان.
20/11/2011
مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب
|