لجنة اهالي الموقوفين سئمنا الوعود والتصريحات
مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب على الفيس بوك
لجنة اهالي الموقوفين سئمنا الوعود والتصريحات

بداية لابد من توجيه الشكر الى وزيري الصحة والداخلية ومدير قوى الامن الداخلي ولجنة حقوق الانسان النيابية على زيارتهم التفقدية لسجن رومية بتاريخ 24/1/2012 وذلك بناء على مناشدة من مركز الخيام ولجنة اهالي الموقوفين والمنظمة العالمية لحقوق الانسان حيث ارسلنا تقريرا ولائحة بالوضع الصحي المزري واسماء المرضى في سجن رومية والسجون الاخرى الى السادة الوزراء وباقي المسؤولين في الحكومة.
زيارة لايمكن الا ان نثني عليها والاشادة بما ورد على لساني الوزيرين لآن ما تفوه به اصحاب المعالي هوغيض من فيض المأساة الانسانية التي يعاني منها السجناء منذ سنوات والتي لم تلقى الاهتمام الرسمي المطلوب.
زيارة هامة سمع فيها اصحاب المعالي عن كثب و بعد انتفاضات واعتصامات ومذكرات،سمعوا وشاهدوا هول الجريمة، هول الاهمال والتقصير، هول الانتهاك لحقوق الانسان، هول الامتهان للكرامة الانسانية، هول الصمت والتواطؤ على المجزرة التي تنفذ بحق السجناء.
هي ليست الزيارة الاولى لمسؤولين في الحكومة اللبنانية ولن تكون الاخيرة وان لاتكون مثل سابقاتها مجرد زيارات اعلامية ووعود سئمنا منها ومللنا تكرارها. نعم لقد سئمنا يا اصحاب المعالي الوعود والزيارات الاعلامية، ما قاله الوزيرين عظيم وهام ولكن نحن ممثلي الموقوفين والسجناء واهاليهم اصبنا بخيبة امل لان الزيارة مع اهميتها لم تكن على مستوى المأساة والمعاناة الانسانية في سجن رومية. لقد زودنا معالي الوزراء بلائحة تضم اسماء 49 مريضا يعانون من امراض مزمنة وخطيرة و 35 يعانون من امراض القلب و123 يعانين من امراض الاعصاب و 50% يعانون من داء الجرب.
كنا نتوقع وكما طلبنا ان يدخل الوزراء السجن ومعهم فريق طبي متعدد الاختصاصات للكشف الميداني عن المرضى ومزودين بالادوية المطلوبة، كنا نتوقع ان يلتقى اصحاب المعالي بالحالات المرضية الشديدة التي يمكن ان توافيها المنية بسبب السن او شدة المرض، كنا نتوقع اعلان حالة طوارئ صحية في سجن رومية وان تقوم سيارات الاسعاف بنقل المرضى الى المستشفيات، كنا نتوقع ان يذهب الوزراء الى جلسة مجلس الوزراء ويصرخون باعلى اصواتهم: ما يجري في سجن رومية هو وصمة عار على جبين الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي وان سجن رومية ليس سجنا للبشر وعلى الحكومة اتخاذ اجراءات استثنائية لايقاف عجلة الموت البطيء في سجن رومية، كنا نتوقع من الفريق الزائر استدعاء الفريق الطبي في سجن رومية والطبيب المناوب اذا كان هناك من طبيب واحالتهم الى النيابة العامة نتيجة عدم تقيدهم بآداب مهنة الطب وعدم رفع التقارير عن الاوضاع الصحية والنفسية الخطيرة في السجن. كنا نتوقع مساءلة ادارات السجن المتعاقبة عن هذا الصمت المريب عن الوضع الصحي في السجن والسجون الاخرى، وكنا نتوقع ايضا مساءلة بعض الجمعيات المتواطئة مع ادارات السجون حفاظا على التمويل وليس حفاظا على صحة السجن وكرامته.
كنا نتوقع مساءلة ادارة السجن عن اسباب وفاة 60 سجينا خلال السنوات الماضية واسباب عمليات الهروب وادخال المخدرات والسواطير الى السجن. كنا نتوقع ان يذهب الوزراء الى جلسة مجلس الوزراء وبايديهم كتاب استقالة اذا لم تقدم الحكومة فورا على معالجة عاجلة للوضع الصحي والمعيشي والقضائي في سجن رومية والافراج عن بعض الحالات المرضية والطاعنين في السجن والاحداث ورغم كل ذلك لن نيأس منتظرين ان يترجم كلام الوزيرين الى خطة عمل جدية وعاجلة كي لاتكون هذه الزيارة والزيارة المرتقبة لوزير العدل مثل زيارات سابقة ووعود سابقة وان تستكمل هذه الزيارة بزيارة سجون المناطق وخاصة سجن القبة في الشمال.
نعم ندعوكم ايها الوزراء الى زيارة سجن القبة في الشمال وننصحكم باصطحاب اطباء كي لاتصابون بالاغماء على بوابة السجن.
اما حول زيارة وزير العدل وصحبه المرتقبة: نريد ان نسمع منك خطوات عملية: الافراج عن الذين انتهت مدة محكوميتهم، البت العاجل بالمحاكمات او الافراج عن كافة الموقوفين بكفالة والنظر بالحالات الانسانية والعفو عنها وانهاء مهزلة التوقيف الاحتياطي.
مرة ثانية وثالثة نقول لاصحاب المعالي الزائرين اكملوا زياراتكم الى سجن القبة وسجون المناطق، آملين ان نسمع منكم خطوات عملية وليس تصريحات اعلامية.


26/1/2012 مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب
لجنة اهالي الموقوفين في السجون اللبنانية
المنظمة العالمية لحقوق الانسان